دليل الدراسة في أستراليا للمبتدئين

لطالما كانت أوروبا والولايات المتحدة وجهتان دراسيتان مشهورتان للطلاب الدوليين. ومع ذلك، استطاعت أستراليا الجزيرة النائية المعزولة بأطراف العالم الجنوبية من منافستهما لتصبح وجهة مفضلة لطلاب التعليم العالي من جميع أنحاء العالم.

تصنف سبع جامعات أسترالية ضمن أفضل 100 جامعة بتصنيف كيو إس العالمي للجامعات. وقد أنتج نظام التعليم العالي الأسترالي حوالي 2.5 مليون خريج دولي يعملون الآن بجميع أنحاء العالم في مناصب هامة ومرموقة. علاوة على ذلك، فقد فاز 15 من خريجوا الجامعات الأسترالية بجائزة نوبل.

وتتمتع أستراليا بمستوى تعليم عالي ممتاز، ومستوى معيشة مرتفع، ومدن شاسعة، وريف وشواطئ يدفئها ضوء الشمس، بالإضافة لتنوع بيئي ضخم. فإذا كنت على وشك التخرج من المرحلة الثانوية المدرسية وتخطط للدراسة بأستراليا وعقلك مازال يمتلئ بالعديد من الأسئلة الملحة، فتابع معنا هذا المقال المفيد والمخصص لك حيث سنناقش جميع الأمور الرئيسية المتعلقة بالدراسة هناك للطلاب الدوليين.

لدراسة بأستراليا وفرص العمل

إن الدراسة الجامعية بأستراليا تعتبر خطوة ممتازة في حياة أي طالب. فبالإضافة للتميز الأكاديمي للجامعات الأسترالية، فإن ارتباط نظام التعليم بالمجال المهني وسوق العمل يعتبر من مميزات التعليم بأستراليا. فعلى سبيل المثال، يتم جدولة فصول الدراسة الجامعية والساعات المعتمدة للبرامج الدراسية بطريقة تتيح للطالب حيزاً جيداً من الوقت للحصول على خبرة عمل جيدة جنباً إلى جنب مع الدراسة.

وتعتبر مثل هذه الجدولة المرنة فرصة رائعة للطلاب الدوليين الذين قد يسعفهم الوقت قبل انتهاء صلاحية تأشيرة سفرهم التي لن تسمح لهم بالاستمرار في العمل والعيش بعد التخرج في أستراليا. ففترة العمل أثناء الدراسة تسمح للطلاب باكتساب خبرة عملية جيدة عند تخرجهم.

كما أن الجامعات الأسترالية تتأكد من توصل خريجيها لفرص عمل مناسبة. ويعكس موقع إلكتروني مثل CareerHub مدى تفاني الجامعات الأسترالية في تسهيل بحث طلابها عن فرص العمل. فهذا الموقع عبارة عن بوابة إلكترونية لتوظيف الطلاب تعمل في 35 جامعة أسترالية مع ملايين الطلاب.

الهدف الرئيسي منCareerHub هو تسهيل التواصل بين الشركات وأصحاب العمل من جهة وبين الخريجين والطلاب من الجهة الأخرى. ويمكن للطلاب الدوليين الاستفادة منCareerHub ، مثل الطلاب المحليين على السواء.

ويسافر العديد من الطلاب الدوليين لأستراليا ليس فقط لاستكمال دراساتهم ولكن ليستمروا بالعمل هناك. وإذا كنت ترغب في البقاء هناك بعد التخرج، فستحتاج للحصول على خبرة عمل مقبولة قبل انتهاء صلاحية تأشيرة سفرك الطلابية. وللعلم يُسمح للطلاب الدوليين بالبقاء في أستراليا لمدة ثلاثة أشهر بعد التخرج. لذلك، فأنت بحاجة للبدء في البحث عن عمل تخرجك.

هل تعد أستراليا مكاناً جيداً للدراسة؟

ترحب الطبيعة التعددية للثقافية الأسترالية بالطلاب الأجانب من كافة أنحاء العالم. وتعتبر أستراليا واحدة من أكثر دول العالم أمناً. وعادة ما تحتل العديد من المدن الأسترالية مرتبة مرتفعة باعتبارهم من أكثر مدن العالم أمانًا.

سكن الطلاب بأستراليا

بعد قبولك بإحدى الجامعات ستحتاج للبحث عن مسكن مثل باقي الطلاب الدوليين. وتعد أستراليا أفضل بكثير من دول الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد. فالطلاب الدوليون يعيشون بمستوى معيشي أعلى ويحصلون على الخيارات إقامة أكثر بأسعار معقولة.

وسواء كنت ترغب في مسكن خاص أو تخطط للسكن بالحرم الجامعي، فيمكنك الحصول على خيارات سكن مريحة للعيش وأفضل من حيث التكاليف، خاصة إذا تم مقارنتها بأي وجهة دراسية شعبية أخرى للطلاب الدوليين بالعالم.

لذا دعونا نلقي نظرة على أنواع مختلفة من مساكن الطلاب التي يمكنك الاستفادة منها أثناء الدراسة بأستراليا كطالب دولي:

سكن خاص

عادة ما تعتبر الإقامة الخاصة باهظة الثمن للطلاب الدوليين. ولكن لا يمكن تطبيق هذا القول على كافة أماكن إقامة الطلاب الخاصة. وتقدم العديد من المجمعات السكنية شقق للطلاب الدوليين، وهي مساكن لا تقل عن المساكن الفاخرة.

على سبيل المثال، يوفر متنزه سنترال إجلو بسيدني أماكن إقامة مناسبة للطلاب بها وسائل راحة عديدة. حيث يتم توفير حمام خاص لكل طالب ومطبخ مشترك. وتوجد أيضاً مساحة تخزين كبيرة.

أمَّا في بريسبان، يوجد مجمع يوني ريزورت الرائع لسكن الطلاب والذي يضم مسبحاً، وغرفة ساونا، وجاكوزي وملعب تنس. ستجد العديد من مجمعات سكن الطلاب بكل مدن أستراليا الكبيرة. وتأتي هذه المجمعات السكنية الطلابية بأسعار مناسبة إلى حد ما.

سكن الحرم الجامعي

إذا كنت تريد الاقتصاد في مصروفاتك، أو قد حصلت على منحة دراسية، فإن إقامتك ستكون بالحرم الجامعي. وتتمتع هذه المساكن الطلابية الجامعية بمستوى جيد للمعيشة مقارنة بباقي جامعات العالم. وتتيح تلك المساكن فرصة للطلاب الدوليين بالمزيد من الاندماج بسلاسة في البيئة والمجتمع الجديد.

فضلاً عن ذلك، يشكل صخب وديناميكية الحرم الجامعي المليء بالطلاب فرصة مثمرة جداً في التقليل من وطئه الاكتئاب الناتج عن الحنين للوطن الأم، والأهل، والأصدقاء الذي يصيب الأغلبية العظمى من الطلاب الدوليين. وتمتلك الجامعات الأسترالية محال إقامة مليئة بالمرافق الجيدة. ومثال جيد لذلك هو القرية الجامعية التابعة لحرم جامعة مردوخ بمدينة بيرث.

وإلى جانب أماكن النوم الجيدة للطلاب وأماكن لتخزين أمتعتهم، تقدم هذه القرية الجامعية وسائل راحة أخرى تجعلك تستمتع بيومك من خلال أنشطة عديدة بالحرم الجامعي حيث تضم القرية ملعباً لكرة السلة والطائرة، بالإضافة لمسبح. وتوجد أيضاً دار عرض سينما صغيرة، وغرفة ألعاب مكونة من 12 شخص.

تسهل القرية أيضاً إمكانية الدراسة من خلال مكتبتها الإلكترونية وصالة دراسة جماعية، بالإضافة لقاعة ندوات مميزة. ويتم تنظيم حفلات شواء وسمر لتشجيع الطلاب على التواصل الاجتماعي. وتعد هذه القرية الجامعية مثال بسيط لإظهار مدى اهتمام الجامعات والكليات الأسترالية بمرافق الإقامة الطلابية الجامعي.

الحياة الطلابية بالحرم الجامعي

حياة الحرم الجامعي بأستراليا مليئة بالأنشطة المصممة لخلق بيئة تعليمية متميزة وشاملة للطلاب. ويوجد برامج توجيهي أسبوعي للطلاب الدوليين للتأكد من تأقلمهم في بيئتهم الجديدة. ويوجد أيضاً وجبة عشاء ترحيبية للطلاب الجدد كتقليد قديم بالعديد من الجامعات الأسترالية.

تعد حملات التوعية الاجتماعية التي تقودها الهيئات الطلابية سمة مشتركة أخرى بالجامعات. وتهدف تلك الحملات لرفع الوعي بقضايا مثل التحرش أو التمييز الجنسي أو العنصرية. ويساعدك هذا المزيج من الأنشطة الأكاديمية والأنشطة الإضافية في تطوير المهارات الشخصية التي أصبحت مفضلة لدى سوق العمل المعاصر.

خدمات دعم الطلاب

إن مغادرة وطنك الأم والذهاب إلى مكان جديد ليس قرارًا سهلاً. يمر كل طالب دولي بالضغط والقلق لبعض الوقت بعد هبوطه في أرض أجنبية. ولذلك تهتم خدمات الدعم التي تقدمها الجامعات الأسترالية برعاية خاصة لجميع الطلاب الذين يعانون من الضغوط النفسية والاجتماعية بسبب التغيير المفاجئ في بيئتهم المعيشية.

يساعد العديد من الأطباء، وعلماء النفس، والمستشارين التعليميين في تقديم خدمات الدعم بالجامعات لجميع الطلاب الدوليين. وتركز العديد من الجامعات بشكل خاص على المساواة الاجتماعية في خدمات الدعم المقدمة. فعلى سبيل المثال، لدى جامعة مردوخ مكتب منفصل للعدالة والاندماج الاجتماعي لخدم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

تشارك أماكن مثل جامعة ملبورن في ترفيه الطلاب الدوليين وإدماجهم في المجتمع الطلابي الجديد. وتقدم الجامعة برنامج استقبال عند وصول الطلاب الجدد حيث يستقبلهم بالمطار ممثلي الجامعة ويصحبوهم إلى سكنهم مجاناً. وتتميز خدمات دعم الطلاب بالجامعات الأسترالية بمستواها الراقي الذي يهدف لمساعدة الطلاب في التكيف مع المكان الجديد.

الانضمام للأندية الرياضية والجمعيات الطلابية

تدعم الجامعات الأسترالية الطلاب من خلال طرق أخرى مثل الأنشطة غير الأكاديمية والتي لا تهدف فقط لتطوير هوايات الطلاب ولكن أيضاً لتحسين صحتهم العضوية والنفسية من خلال ممارسة الرياضة والأنشطة غير الأكاديمية الأخرى، وتأكد من أنك ستجد المجموعة الطلابية التي تلبي شغفك وأهدافك.

وقد أوضحنا لك عزيزي الطالب أن الدراسة بأستراليا تعتبر قرارًا رائعًا لأي طالب. فهو تعليم عالي الجودة، وستستمتع هناك بحياة جامعية رائعة، وستجد فرص عمل مشرقة.